الأحد، 19 مايو 2013

دقة من دقاتك



دقة من دقاتك

رسالة للنسيم الحاضن الغيوم
ليك يا العالي فوق في النجوم
للفراشات الشاربة من الرحيق المختوم
للندي المرصوص درر على صدر الزهر
والورد المتفتح منضوم
للسحابة الهاشة وراشة في التخوم
والبسمة برق لمع
ليك يا حنينة
يا سمحة يا زينة
يا نور مضوي الدروب الحزينة
تهواها القلوب وتترك انينها
واقف في باب احساسك
يا ريت تحسي بي واقوص في اعماقك
اسبح في دواخلك
اقيس طولك وعرضك
واعرفك من قريب واحدد ابعادك
واكون لفتة أوضحكة من ضحكاتك
كلمة أو إيماءة من إيماءاتك
امتزج اكون رعشة حلوة من رعشاتك
فراشة طائرة من شرود خصلاتك
خليني اكون جوة قلبك ودقة دقة من دقاتك

الجمعة، 19 أبريل 2013

عشاء الضيفان



عشاء الضيفان
العشاء هو الوجبة الرئيسية الثالثة في سلسلة الوجبات اليومية ويعتبر من أهم الوجبات خلال اليوم بعد الفطور والغداء. في كثير من الأحيان تتخلل هذه الوجبات الثلاثة وجبات خفيفة تسد الجوع الذي ينجم عن عمل شاق أو فترة طويلة بين وجبتين.
للعشاء في السودان رمزية خاصة تتميز بالكرم وحسن استقبال الغريب وعابر السبيل الذي يدلف مباشرة للنار المشتعلة التي تدله على كرم أهل هذه الدار هذا إذا كان العابر في الليل أما في النهار هناك إشارات مهمة تدل على الكرم منها الراكوبة الكبيرة والديوان أو الخلوة كما يحلو لأهلنا في الريف تسميتها. فيها العناقريب والسراير المفروشة.
أثرت الضائقة المعيشية الأخيرة على حياة الناس مما أدي إلى تراجع الاهتام بهذه الرمزيات الجميلة. لذلك تجد الراكوبة أو الديوان انخفض عدد السراير والعناقريب. حتى الجلسات التي كانت تستمر لفترة متأخرة من الليل مع الضيف انحصرت في واجب الضيافة المحدودة. وبعد ذلك الكل مشغول بأحواله الخاصة . براد شاي الصباح الذي كان ينافس الكبابي في كثرته أنحصر فقد على براد صاحب الدار بعدما كان يأتي من كل أهل الحي إن لم يكن من كل القرية احتفاءا وتكريما للضيف.
لقد انسحب العشاء من الحياة العامة للناس بطريقة سلسلة متوافقة مع الحالة الإقتصادية الضاغطة والمتصاعدة. في البداية استبدلت الاسر العشاء بتناول البليلة والأرز مع اللبن والقراصة بالسمن. هناك طرفة بمناسبة بليلة العدس. يحكى أن أحد المغتربين حضر إلى السودان لزيارة الأهل، في المساء بعد صلاة العشاء أحضر أهل الدار بليلة عدس فتجمع الحضور وتناولوا البليلة. بعد ذلك كل واحد من أهل الدار ذهب إلى سريرة وسحب عليه غطاءه ونام وظل صاحبنا في انتظار العشاء. لما طال الامر عليه سألهم أين العشاء. فرد عليه أحد الظرفاء، (الذي أكلته قبيل داك كان العشاء). وأنفجر الباقون بالضحك.
من هنا اختفى عشاء الضيفان، عشاء الكرم والتواصل والمحبة والتسامر ومعرفة أحوال البعض، وتهدمت كثير من الصوالين والرواكيب وتكسرت العناقريب والسراير. من اين المال اللازم حتى يمكن صيانتها وإعادتها إلى سيرتها الأولى. إنها تحتاج إلى تضافر الجهود وحسن النوايا من أجل النهوض بها من جديد.
 وسوف تنهض الزراعة. وتعود الأمة إلى الإعتناء بالمزارع والمراعي ويعود مشروع الجزيرة ومشروع السوكي وأبوقرع ومشروع الرهد. ونزرع نتيرب ونحقق أملنا. الجزيرة.