الأربعاء، 14 فبراير 2018

الإنسانية

لا يحتاج الإنسان إلى قدر حاجته للإرتقاء في درجات الأخلاق، والرجل الذي يبلغ مبلغا متقدما في درجات الاخلاق، يبلغ مبلغا متقدما في درجات الحياة عامة. الإنسان هو خلقه، ولقد جاء الإنسان إلى الحياة ليمارس أكبر قدر من الأخلاق، وهو كلما أرتقى في سلم الأخلاق كلما ارتقي في درجات إنسانيته وتمكن ممارسة هذه الإنسانية بأبعادها، الأخلاق هي إحدى الثمرات السامية من ثمار شجرة الحياة. يزداد الإنسان رسوخا في إنسانيته فتزدهر شجرة الفضيلة الطيبة في روحه.
الإنسان هو خلقه، لذلك أثنى الله عز وجل على نبيه الكريم فقالوإنك لعلى خلق عظيم. الأخلاق ليست نفوذا ولا جمالا ولا مالا إنها سلوك ذاتي مع الذات بالدرجة الأولى، فتشع مواقف أخلاقية من تلك العلاقة الذاتية مع الآخرين، والأخلاق لا تنبع إلا من ذات متأصلة في الخلق، وقد يبدر من من عائل فقير ومسكين ما بدر من ثري ذو جاه ومنصب.
ومن الصعب اسر هذه الكلمة في دائرة تعريف ضيقة، كل نظريات تعريف الأخلاق على مر العصور لا تزيد هذه الكلمة إلا اتساعا في المعنى، فالأخلاق تتغذى بالعفة، والصبر والحياء والمعرفة وبالتقوى، وبالسلم والعفو والشجاعة والمروءة، الأخلاق هي فردوس الإنسان، من لم يتحلى بتلك فلا فردوس له ويمضي في تيه وشقاء.
تسمو الأخلاق بالإنسان مراتب عليا يستحي منها إن راودته نزوة، تسعى شجرة الأخلاف الفاضلة في عمق صاحبها فتجنبه المهالك. فيمكن للأبوين أن ينميا بذرة الأخلاق الفاضلة في الطفل فينشأ رجل ذو مبادئ وأخلاق عالية، نحتاج إلى قوة ملاحظة تمكننا من النظر في معاني وكلمات الأخلاق. كل إنسان يحتاج أن يكون فقيها في مدرسة الأخلاق. يلخص النبي عليه افضل الصلوات والسلام رسالته في إنما: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف أخلاقه: كان خلقه القرآن. الأخلاق عبادة يقدمها الإنسان لربه فقال الرسول الكريم : ما من شئ اثقل يوم القيامة في ميزان الحسنات من خلق حسن. فقال عليه افضل الصلاة والسلام إن من أحبكم إلي واقربكم إلى مجلسا يوم القيامة احسنكم أخلاقا. ويقول ادنبي ربي فأحسن تأديبي.

فألهمها فجورها وتقواها، من عز الله تعالي للأخلاق الإنسانية، فمنحه الحرية والاختيار وهذه ارقى اشكال الحرية وقمة التكريم الإلهي للإنسان