الثلاثاء، 31 يناير 2017

ولفتة تاريخية

ابو قرع
   ولفتة تاريخية
..............................
أعود على بدء ..كتبنا في العام الماضي 2016 بعض المعلومات التاريخية عن قريتنا الحبيبة الأم الرؤوم ابوقرع نتلمس ما وصل الينا من تاريخها الحافل وهدفنا الأساسي هو التوثيق للأجيال القادمة ، وهي أيضا تمثل ثقل سكاني وإرث ثقافي وحضاري كبير في المنطقة وهي أيضا أنموذج للتمازج بين أفراد المجتمع السوداني الكبير وما تضمه من مجموعات كبيرة من مختلف قبائل السودان التي انصهرت وتصاهرت مع بعض قد تجد صعوبة في تميز فرد بقبيلته، والظروف التي أحاطت بها في تلك الفترة هي نفسها التي ألمت بكل المنطقة، قد لا نتمكن من تحديد النطاق الذي عاني على وجه الدقة من تلك المصائب.
صورة للنيل يشق طريقه وتظهر الغابات من حوله
كان المجتمع في العقود الماضية تلك متماسك متكافل تقل بينهم الإحن والفتن ويعيشون في بساطة وسماحة وطيبة فطرية لا يمر اليوم إلا وتجد الفرد يتفقد أحوال جاره صباح ومساء.
يتناولون وجباتهم في الضراء (وهو المكان الذي يجتمع فيه أفراد العائلة أو الفريق كبيرهم وصغيرهم) يحضرون فيه طعامهم وهو بسيط مثال اللوبيا والروب وام شعيفة والتقلية وام رقيقة او كسرة ب موية ومن ليس له زاد يحضر إلي الضراء وليس  في ذلك حرج .بهذه الخصال كان الخير وفير والمطر كثير والمرض نادر .
   ورغم ذلك ابتلي المولي عز وجل شأنه أهلنا بالسنين (المجاعات) ونقص من الثمرات في العام 1932م عرفت بسنة الجراد حيث أن أسراب الجراد أتت علي المحصولات والحشائش عدي السمسم واللوبيا والويكة والكوندره استثناها الله وألجم الجراد فلم يأكلها. سنتبن من أسراب الجراد الطائر وسنة الجراد العتاب الزاحف علي وجه الأرض ثلاث سنوات حسومات ذكر إن الخور الفاصل بين دنقدة وجبرونا سخر الانجليز الناس لحفره لكي يدفن فيه العتاب وهو يقفز نحو النهر يركب بعضه بعضا وعبر بعضه النيل وخرج الناس يدهسونه بأرجلهم جهد المقل .   فاحضر الانجليز مراكب محملة بالذرة عبر النيل قيل انه أتي من الهند فأنقذ الناس من الجوع وقيل انه لم يمت أحدا من الجوع.
موسم لقيط القطن في منطقة أبوقرع
   ثم جاء عام أغيث فيه الناس واذهب الله الآفات ونبت الزرع وامتلأ الضرع. وعادت ذات المشكلة في الأربعينات أظنها سنة أم صلعة وصادفت زراعة الذرة الشامية في مكان الغابة المعروف مما ساعد الناس علي تجاوز المشكلة .
من النعم الربانية أن تكون مجاور لمصدر من مصادر المياه في كل هذه الابتلاءات التي مرت بأهلنا كان النيل هو المنقذ والمساعد لتجاوز هذه المحن، لو لاحظت في المحنة الأولى كان قدوم الطعام عن طريق المراكب والنيل فكان له القدح المعلي. وفي المحنة الثانية كان بفضل الله من الغابة التي زرعت بالذرة الشامية أو عيش الريف كما يسمى شعبيا، والغابة أيضا تنعمت وارتوت بمياه النيل فأعطتنا الزرع الذي كان الحل لتجاوز المحنة.
والي لقاء

الأستاذ / عباس عيسى اتيم