الصفحة الشعرية



يا وطن

مما سافرت سبت أرضك
قلوبنا مرتجفة أصابها الهلع
دخلنا في ليل طويل ظلامه ما أنقشع
لا أشرقت شمس ولا القمر طلع
حنيت كثير لمحياك وبهجتك
كيف قدرت أسافر أسيبك يا أبوقرع
ما شفت نوم ولا ر احة بال
حتى الأكل الحلو ولذيذ
بروست وشاورما وهمبرغر
وقف في حلقي ما أنبلع
خيرك كثير وزرعك أخضر نضير
وحبل المودة فيك ممدود ما انقطع
أنت الحضن الدافئ لكل زائر
حتى الطير والحيوان في أرضك رتع
كل من جافاك وعاداك
لا قامت له قائمة ولا نجم سطع
يوم ما هجرتك لباس نفسي الأنقده
لا قدرت أغيره ولا اترقع
بقينا خايفين من المشي في الطريق
من الأمراض الما معروفة
ومن قولة فلان ماشي ساكت وقع
مما سبتك ما شفت لي زول محترف
مشمر سرواله ماسك كوريك
ولا شفت مزارع زرع
شفت لبن كثير زي موية الحفير
لكن ما شفت البقر الكناني منه نازل ضرع
ولا الأنهار ولا الخيران تخر
ولا جداول متفرعة من الترع
 أنت الأصل في الفن
والأدب والرياضة
وباقي العالم في خطى دربك تبع
ما أخلصت ولا حبيت غيرك
ولا لغير الله جسدي
سجد وركع
×××××××××××××××
كيف قدرت اسيبك يا أبوقرع
وأنت تتوسدين أحضان النيل
والقمر يضوي في الساحات
ونحن صغار نلعب شدت
وتيلم تيلم وشليل
لا نخاف شوك ولا حجر
في الغروب أو في عز الليل
لما الدنيا تتكرب
والحر يهد الحيل
يا حليل رواكيبك وأشجارك
فيها يحلو المقيل
يا حليل أشجار الجوافة والليمون
والمانجو والباباي وأشجار النخيل
يا حليل قوزنا ورمالنا
والصباح لما يهل
والقماري تفرد جناحيها وتطير
ولما تفك البقر والبهم للسرحة
تسمع كلام أحلى وشقشقة العصافير

رابغ 4/2009