الاثنين، 19 ديسمبر 2011

زوجي أتغير



زوجتي أتغيرت أو زوجي أتغير تعبير  نسمعه كثيرا ممن مر على زواجهم أو خطبتهم فترة، وفي هذا الوقت تضيق عليهم الأرض بما رحبت ويصدمون لماذا تغير شريكهم، هل خدعوا؟ هل كان يجيد التمثيل فيما سبق؟ أم أين المشكلة؟.
إذا نظرت كثيرا في حال هؤلاء لتبحث معهم لماذا يقولون هذا فستجدهم يقولون أن شريك حياتهم تغير لتصرفه في موقف ما بشكل غير معتاد عليه من الطرف الأخر، ربما يكون تعصب بشكل كبير مثلا أو تلفظ بألفاظ جارحة أو أخذ موقف شديد أو غير ذلك.

لقد أخطأ هؤلاء في تخيلهم أن الحياة ستمر وردية اللون، وأن الرومانسية قد تغرقهم طوال حياتهم، ولا يكف كويوبيد عن إطلاق أسهم الحب في قلبيهما، بالطبع هذه نظرة خيالية؛ لا لأن الواقع سيئ ولكن لأننا في الحياة.
فلا زوج بدون مشكلات، ويجب أن يدرك الشريكان أن المشكلات هي التي تصنع الحياة وتزيد الحب بينهما.
إذا مررت بهذه التجربة إليك بعض النصائح التي توضح إليك الصورة قليلا وتجعلك تفكر كثيرا قبل أن تتخذ أي قرار:
 -  أعلم أن شريكك لم يتغير ولكنك تقربت منه أكثر فرأيت ما لم تكن تراه من قبل، فكما يقولون العشرة والأيام تبين ما يخفيه الإنسان، فنحن نتعامل مع شريكنا من خلال مواقف حياتية تمر بنا ومن خلالها نستنبط تصرفاته وطباعه.
 - إذا حدث لك هذا الموقف مع شريكك فلا تقف عند حد الصدمة؛ ولكن اقرأ الموقف جيدا واسأل نفسك لماذا فعل هذا؟ وهل هو أول موقف يمر عليكم من هذا النوع.
 - أعلم أنه إذا حدث ذلك لك فهذه خطوة إيجابية في علاقتكم، فإن ذلك يعني أنكم انتقلتم لمرحلة جديدة في علاقاتكم في مستوى جديد غير ذى قبل وهذا شيء طبيعي جدا.
 - قيم شريك حياتك في هذا الموقف ثم أعد تقيمه منذ معرفتك به، من الخطأ أن تحكم عليه من خلال موقف أو موقفين، ولكن حاول أن ترى الصورة كاملة وليس جزء منها فقط، فقد تظلم شريكك في هذه الحالة وتظلم نفسك.
- كن حذرا في رؤية عيوب شريكك فلا تراها بعدسة مكبرة غير واقعية، ولا ترى جوانب شخصيته الأخرى بعدسة صغيرة، فضع الأشياء في حجمها الطبيعي.
 - لا تجعل سقف توقعاتك عاليا في شريكك، أعلم أن الخطأ وارد جدا عند أي إنسان، وشريكك الذي ارتبطت به هو من بني البشر فلابد أن يخطأ وعليك أنت أن تتعامل مع الموقف بطريقة صحيحة، ولا تقف عند الخطأ فقط بل تناقشا فيه وحددا نقاط تعملا عليها سويا لتجاوز الموقف.
 -لا تكن من الشخصيات الأرشيفية في علاقتك بشريكك، أي لا تكن ممن يخزنون داخلهم أخطاء شريكهم ولا يبدونها له ولا يتكلمون معه فيها، لأن في هذه الحالة سيكون الخطأ خطأك أنت، فتعامل مع الخطأ بأن تبدي له أنك غضبت من كذا وعلى الطرف الأخر أن يقدم تفسيرا لما حدث.
 -"ولا تنسوا الفضل بينكم" لا تنسى شريك حياتك الذي طالما حلمت بيوم معه، فهو هو من اخطأ فلا تعاقبه بعنف زائد، ولكن تذكر مواقفه الأخرى معك وكيف جعلك سعيدا في كذا وكيف وقف بجانبك في موقف ما.
 -  ثق جيدا أن التجاوز عن الأخطاء لا يعد من الضعف كما يعتقد البعض، ولكنه قوة؛ لأن صفة التسامح والعفو لا تكون إلا لدى من لديه خلق، فالتسامح لا يعني أنك ضعيف الشخصية بل بالعكس هي قوة منك أن تعفو وسيقدر شريكك موقفك هذا بالفعل.
 - هل تعلم أن التغافل من حسن الخلق؟ قال عثمان بن زائدة، قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل، فقال: "العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل " فالناس جبلوا على الخطأ ومن الجهل أن ننتظر من الناس أن يفعلوا ما نريد أو أن يقولوا ما نريد، بل يجب أن نتعامل معهم معاملة واقعية مرنة، تعلم أن تتغافل عن الأخطاء ما لم تجر مفاسد.
وأخيرا أعد في ذهنك ترجمة كلمة "حب" فالحب معناه أنك ارتضيت بالشخص الذي اخترته كله بدون شروط فإنك تحبه كله وليس جزء منه، وتقبل عيوبه وتتعامل معها وتحب مميزاته وتقدرها، فإنك تحبه بكل تفاصيله وليس حبك له؛ لأنه فقط يفعل أشياء تعجبك أو يرضيك فقط وإذا فعل خلاف ذلك في موقف أصبح غير جدير بحبك، فإذا لم يكن هذا معنى الحب في ذهنك فهو ليس حبا في هذه الحالة فقد يكون نزوة أو إرضاء غرور وليس أكثر.

ليست هناك تعليقات: