الأربعاء، 30 مارس 2016

الحصار

ﻻ يخلو زمان من الطغاة في الأربعينات من القرن الماضي انشاء يوسف العجب مشروع زراعي في المنطقة الواقعة غرب الدندر وهو ماسمي تفتيش ود سلمان جنوب واطلق هذا الاسم نتيجة للنزاع بين اهل أبوقرع مع العجب حول الارض ببنما رحب اهل ود سلمان به وايضا يحكى ان نزاع وقع بين العجب والعمدة فقال العجب الارض ارضي وقال العمدة يلا شوف ليك بحر شيل لك منه موية، البحر بحري وأنا صاحبه.
العجب هذا من قبيلة الحمده ومن الناحية السياسية هو مستقل الرأسمالية يفضلون عدم الانتماء للاحزاب حفاظا على تجارتهم فهم شعب كل حكومة 

اما اسباب الحصار في العام 1962م طالب المزارعون بشير يوسف العجب بالحساب النهائي فماطل في دفع استحقاقاتهم فعنفه أعضاء اللجنة آنذاك ومنهم الطيب يحي أحمد عبدالخالق وادم يحي رحمهم الله فحاول بشيرالعجب الكيد للمزارعين فأبلغ عبر التلفون اربابه في الخرطوم بان المزرعون احتشدوا لحرق البيارة والمكتب فأتت قوة من الخرطوم وحاصرت القرية من كل الجهات وهاجت القرية وماجت وفتشت البيوت بحثا عن السﻻح والمدافع والغابة بحثا عن الطائرات وصودرت الطواري و الكواريق والبراميل وغيرها من الادوات الزراعية والحقيقة ان الناس بالفعل كانوا ينون ذلك فحاول بعضهم قطع سلك التلفون وحاول المرحوم ابو تلحيقة ارتقاء سطح المكتب وكان العم ادريس بحر يحمل كبريتا وآخرون قش الا ان ذوي الحكمة منعوهم.وحتى النساء ذهبن لنصرة الرجال بل ذكر منهن قبائل كانت تحمل طفلة عمرها 7 أيام تريد الدفاع لله درهن من نساء ..وأخبر جيلاني قوته تاجر من سنجة أهل ودالجزولي فناصرونا والسيد محمد والسيد إسماعيل من الدبكره والرايات طبعا بالدعوات. وكذلك التهامي والفضلي من سنجة لقد ساندوا اهل القرية واتصلوا بالقيادات العليا في الخرطوم. وذكر لي الراوي بأن احد أهلنا من قرية الشكابة سافر الى امدرمان وابلغ السيد عبدالرحمن المهدي فاتصل وطلب الاستعانة بالامباشا في السوكى كان من الشايقية فشهد لصالح اهل أبوقرع بأنهم لم يحتشدوا واوضح أسباب الخلاف فانسحبت القوة العسكرية .وهذا لا ينفي وجود المتخازلين منهم من دخل في النهر الى رأسه 

ظل المزارعون تحت نير سلطات العجب الى ان بزغ فجر مايو1969م فجاء بالإصلاح الزرعي والارض لمن يفلحها فنزع الله ملك العجب وجاء الذهب الأبيض فنعم الناس بسنوات سمان في ظل حكم النميري رحمة الله
ومما ﻻ يمكن اغفاله وقتئذ ان اسحق ادم التوم كان لصيق بالدندر راقت له فكرة إنشاء مشروع مثل يوسف العجب فدعى الاهالي لذلك وحددت الاراضي بلدات من أبوقرع حتى الله معانا وفى الاجتماع حاول عمنا رحمة الله حمد النيل ان يدلي برأيه ( الكلام روه لي حمد النيل ) فقال له إسحاق ادم انت مع منو كمان فأثارة العبارة حفيظة عمي رحمة الله فقال والله مشروعك دا لو قام قام في راسي فألب عليه اهله في الله معانا وفى طراش فهزم الفكرة. 

.....................................فظلت لعنة العجب تطارد ابوقرع الى ان جاءت الانقاذ فاطلقت اسم ابو البنات على البيارة هكذا يقمط الطقاة الناس أشياءهم وذلك لا يقلل من قدر القرية في شيء فما زالت أبوقرع تسود المنطقة ريفها وحضرها جاهلية وإسلام ...قاتل الله العنصرية دعوها فأنها منتنة.

عباس اتيم


ليست هناك تعليقات: